العطاء: من طالب إلى متطوع
٣٠ مايو ٢٠٢٤
اسمي محمد، عمري 20 عامًا، ولدت في حلب، سوريا. اسم والدي علي، ووالدتي عائشة. لديّ أختان، منى وأمينة، وثلاثة إخوة: إسماعيل، إبراهيم، وأحمد. أنا أصغر فرد في العائلة. يعمل والدي كعامل بناء عندما يجد وظائف يومية أو مشاريع، بينما والدتي ربة منزل.
عندما كنت في العاشرة من عمري، اضطررت للتوقف عن الذهاب إلى المدرسة لأن المدرسة تعرضت للقصف بالصواريخ. كنت في الصف الثالث فقط. لحسن الحظ، لم أتعرض للإصابة، لكن الحدث تركني مصابًا بصدمة، خصوصًا من صوت الصواريخ. بسبب الحرب، فررنا إلى لبنان في أواخر 2013 واستقرينا في منزل أحد الأقارب في حي الغربة قبل أن ننتقل إلى منزل مستأجر في الحي.
كان التكيف مع الحياة في لبنان صعبًا. كانت الحوادث المتكررة لاختطاف الأطفال في المنطقة تزيد من مخاوفنا. على الرغم من هذه التحديات، تمكنت من الالتحاق بمدرسة حكومية، وبعدها انضممت إلى برنامج دعم الواجبات المدرسية في مركز تحدي في سن 11 عامًا. كانت الانتقال إلى النظام التعليمي اللبناني صعبًا، خصوصًا أن بعض المواد كانت تدرس باللغة الإنجليزية، على عكس تعليمي في سوريا الذي كان بالعربية.
ما ساعدني كثيرًا في تحسين أدائي الأكاديمي كان برنامج دعم الواجبات المدرسية في تحدي. أتذكر جيدًا السيدة جيهان، التي ما زالت تعمل في تحدي، ودعمها العاطفي. كانت تكافئنا بالهدايا عندما نحسن درجاتنا. كنت أحضر البرنامج يوميًا، كل بعد ظهر من الساعة 2:00 حتى 4:30 مساءً، حيث تلقيت دعمًا أكاديميًا شاملاً لجميع المواد، بشكل مجاني تمامًا!
في عام 2019، انتقلت عائلتي إلى خلدة لأن عمل والدي تطلب منا الانتقال. على الرغم من الانتقال، استمريت في برنامج دعم الواجبات المدرسية في تحدي بشكل متقطع. شاركت في البرنامج لمدة تسع سنوات، مما ساعدني كثيرًا في التكيف مع النظام المدرسي اللبناني وتحسين درجاتي. ارتفعت درجاتي في مادة العلوم من 3 من 20 في البداية إلى فوق المتوسط. في عام 2022، تخرجت بعد اجتيازي جميع المستويات الأكاديمية، وذلك بفضل دعم تحدي، حيث غطوا أيضًا نفقات مدرستي.
عائلتي وأنا استفدنا أيضًا من مركز تحدي الصحي بينما كنا نعيش في حي الغربة. كلما كنا بحاجة إلى رعاية طبية أو نفتقر إلى الأدوية، كان مركز تحدي هناك لمساعدتنا. تأكدوا من أنني تلقيت اللقاحات اللازمة.
بعد التخرج من الثانوية، تقدمت بطلب للحصول على منحة دراسية ألمانية من برنامج Dafi الذي يغطي 100٪ من الرسوم الجامعية للاجئين. رغم أنني لم أقبل في السنة الأولى، إلا أنني تمسكت بالأمل وتم قبولي في السنة التالية. في الوقت الحالي، أدرس العلوم الطبية الحيوية في الجامعة اللبنانية الدولية، وهو مجال طالما كنت شغوفًا به. كما أن مشاركتي في مجموعة تطوير الشباب الوطني (YND) عرضتني لتجربة العطاء التطوعي المثمرة. هذا ألهمني للعودة إلى تحدي في أكتوبر 2023، حيث كنت أرغب في المساهمة بشكل إيجابي والرد الجميل للمجتمع الذي دعمني في يوم من الأيام.
التطوع في تحدي، حيث أساعد الأطفال في نفس برنامج دعم الواجبات المدرسية الذي كان يدعمني في الماضي، هو تجربة مليئة بالإنجاز ويثير العديد من الذكريات. بدأ الأطفال يتقربون مني تدريجيًا، ويشعرني ذلك بالسعادة عندما يحيونني باسمي كلما تقابلنا في الشارع. أشعر بسعادة غامرة عندما أشارك معرفتي في مختلف المواد المدرسية معهم. التزامي هو الاستمرار في هذا المسار حتى نهاية العام الدراسي، وأطمح إلى تمديد دعمي للسنة القادمة إذا استطعت.
جيهان، منسقة برنامج دعم الواجبات المدرسية في تحدي، تقول: “لقد كان محمد متطوعًا مخلصًا في برنامج HWS، حيث قدم مساعدة قيمة في واجبات المنزل وخلق بيئة تعليمية محفزة. لقد أظهر التزامًا قويًا بالخدمة المجتمعية من خلال تخصيص وقته وجهده لدعم الطلاب من سن 8 إلى 13 عامًا. كان من الرائع أن نراه كمتطوع بعد كل هذه السنوات كطالب. إنه أمر مفرح ويجعلنا فخورين به.”
يضيف محمد: “طموحي هو أن أصبح باحثًا علميًا متخصصًا في أبحاث الأمراض. لقد ألهمني هذا جزئيًا بسبب حالة ابنة أخي، التي تعاني من تضيق الشرايين، وهو مرض يقول الأطباء إنه غير قابل للشفاء ويتطلب العلاج المستمر مدى الحياة.
أؤمن بأهمية المثابرة، والتعلم من أخطاء الآخرين، وترك أثر إيجابي في العالم. إلى تحدي ومانحيه، أقول: شكرًا! بينما يعتقد والدي أن ‘الشكر’ لا يجب أن يتم تبادله بين أفراد العائلة، وبما أنني أعتبر تحدي عائلتي الثانية، فإنني أشعر بأنه من الواجب أن أعبر عن امتناني. شكراً!”